وردة

وردة

صنع الله إبراهيم

رواية “وردة” لصنع الله ابراهيم. لم أكن لأنتبه للرواية لولا صورة الغلاف؛ الصورة الشهيرة للمرأة العُمانية الثائرة التي تحمل بندقية. إنها لأيقونة ثورة ظفار. تلك الثورة التي انطلقت شراراتها الأولى سنة 1963 ضد الامبريالية الانجليزية و النظام الرجعي الذي قاده سعيد بن تيمور و ابنه قابوس و استمرت حتى العام 1975.
 
ثورة ظفار ، التي قادتها “الجبهة الشعبية لتحرير عمان” ثم “الجبهة الشعبية لتحرير عمان و الخليج العربي” تعتبر بحق و بكل جدارة أهم ثورة عرفتها البلدان العربية و المغاربية. لقد شكلت، بدون أدنى مبالغة، كمونة (ككمونة باريس) لكل من يطمح للتحرر من قيود الاستغلال من المحيط الى الخليج.
 
و رغم هزيمتها بعد تدخل كل من يرتعد خوفا من الشيوعية و في مقدمتهم مختلف الانظمة الرجعية في المنطقة و الامبريالية البريطانية، فقد حققت هذه الثورة العظيمة إنجازات كبيرة على المستوى الاجتماعي خلال سيطرتها على ظفار، فساوت بين الرجل والمرأة، و أشركت المرأة في العمل العسكري و حررتها من قيود المهر و الزواج القبلية الخانقة، و حررت العبيد و ألغت الرق، و قدمت خدمات في جميع المجالات لأهل ظفار، كما حاربت التمايز القبلي الذي كان سائدا، و نشرت، في عز الحرب الطاحنة، التعليم و أنشأت المدارس و المستشفيات، و نظمت برامج واسعة للتثقيف بعدما كان نظام ال تيمور يمنع كل شيء ؛ حتى سياقة دراجة!….