عزيزة شكري حسين

” عزيزة شكري حسين ” ( 1919 – 2015 )

 

عزيزة شكري حسين

 

هي واحدة من أهم السيدات اللاتي قادوا معركة لمكافحة ختان البنات، ونشر ثقافة تنظيم الأسرة على المستوى والمحلي، وكرست حياتها للعمل الاجتماعي. ولدت سنة 1919 ، في قرية ميت غمر وكان والدها الطبيب سيد شكرى الذي ساعدها كثيراً في التحرر من المجتمع الذكوري، وأنها تكمل دراستها، وكان مثال للأب المتعاون خلال مرض والدتها.

 

درست في الجامعة الأمريكية، وبدأت تهتم بالأعمال الخيرية. وقبل 1952 بساعات سافرت مع زوجها الدكتور احمد بك حسين لجزر الكاريبي والمكسيك كخبيرة أجتماعيه وقامت بإلقاء الكثير من المحاضرات كأول محاضرة عربية. وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فخورا بالسفيرة عزيزة ويتابع نشاطها ومجهوداتها الدولية باسم مصر وقال: «أتمنى أن تكبر بناتى ليصبحن مثل عزيزة وبعدها رجعت القاهرة، وتم تعيين زوجها وزير للشئون الاجتماعية. في عام 1954 عينت عزيزة حسين مرة أخرى فى لجنة المرأة بوفد مصر فى الأمم المتحدة، مما جعلها أول امرأة عربية ومصرية تتولى المنصب رسميا فى أول تمثيل لبلدها عقب 52 ..وهى الفترة التى شهدت طرحها لفكرتها التى أبهرت بها العالم كله .وهى “تنظيم الاسرة “وقادت كتير من الحروب الاجتماعية التي كانت غريبة على الشعب المصرى فى ذاك الوقت مثل تنظيم الأسرة وإنشاء حضانة للأطفال فى الريف وأطلق عليها لقب “السفيرة عزيزة”. ورحلت عن عالمنا فى 19يناير 2015 بدأت رحلة التحدي والمصابرة التي تسيطر على روح “عزيزة” في الظهور من خلال دراسة كتب تعلم اللغة الإنجليزية حتى أتقنتها لتواصل دراستها بتلك الجامعة المختلطة والتي كانت تؤكد شجاعة والدها في مواجهة الإعتراضات الاجتماعية، ليصبحن بناته الثلاثة من أوائل الطالبات المصريات الوحيدات اللاتى ألتحقن بالتعلبم المختلط فى مصر وهو ما زادها فخرا بأبيها المناهض لفكرة سيطرة المجتمع .

 

لم تكن قدرات السفيرة عزيزة تقتصر على الدراسة العلمية فحسب، ولكن فكرة المجتمع وهمومه كانت تمثل النصيب الأكبر من حياة تلك الفتاة المناضلة عن المرأة المصرية وذلك وذلك قبل تخرجها عام 1942 من خلال قرار إنضمامها بالجمعيات الخيرية كمتطوعة في منظمة تحسين الصحه، ويوم المستشفيات، المبرة وغيرها، ثم تطورت الفكرة لتزداد قربا من هدف الرئيسي جاء قرار انضمامها لـ “نادى سيدات القاهرة” الذي تعلمت منه كيفية إدارة جماعة،ودراسة إحتياجات المجتمع،على خلاف الجمعيات الأخرى القائمة على جمع التبرعات للمحتاجين فحسب. عام 1945 بدأ قطار النهضة في حياة عزيزة في الإنطلاق وذلك عقب تخرجها ولقاء “الرجل الثاني” الذي شكل محور حياتها وهو “أحمد باشا حسين” الذى تقدم للزواج منها باعتبارها الفتاة العصرية والمصرية الأصيلة في آن واحد. وبعد زواجهما وتحديدا عام 1951 بدأت الإنطلاقات الكبرى للزوجين معا نحو هدفا واحدًا في انجاز أولى خطوات التقدم نحو الاصلاح الاجتماعى، ووضع اللبنة الأولى لوزارة للشئون الإجتماعية فى مصر، وبالتوازى مع هذا كانت زوجته عزيزة تواصل جهودها فى مجال العمل التطوعى مع زميلاتها فى نادى سيدات القاهرة.

 

لم تقتصر رحلة “عزيزة” علي قضايا المرأة والمجتمع فقط بل امتدت لتشمل المعارك السياسية التي تخوضها مصر امام بريطانيا وبينهما الولايات المتحدة الامريكية ، الأمر الذي دفع سفير مصر زوجها د.أحمد حسين الي سرعة التحرك حتى تم توقيع اتفاق انسحاب القوات البريطانية من منطقة القناة في عام 1954.

 

لم تقف جهود السفيرة عزيزة على دورها الريادى في النشاط الإجتماعى حتى وهى تدرك عامها الــ 57 من خلال تحقيق حلمها على أرض الواقع بـإنشاء اولى عيادات تنظيم الأسرة ذات الخدمات المتكاملةعام 1977. علي غرار زوجها الراحل الدكتور أحمد بك حسين رفضت منصب وزير الشؤون الاجتماعية الذى عرضه عليها رئيس الوزراء ممدوح سالم بتكليف من أنور السادات شخصيًا لفساده وديكتاتوريته وتبعيته للغرب ، لتواصل جهودها كمتطوعة حتى عند رئاستها لوفد مصر عام1978 في المنتدي الدولي للمرأة والسكان والتنمية. وبمرور عام واحد شاركت فى وضع اللمسات الاخيرة لصياغة اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وهى الفترة التى شهدت كذلك رئاستها الإتحاد الدولى لتنظيم الأسرة من 1977 وحتى 1983. عندما وفر كل سبل الراحة لوالدتها المريضة التى لم تستطيع رعاية أولادها الخمسة فبدأت عزيزة وهى بنت العشر سنوات فى رعايه أخواتها الصغار مع والدها ،وفى سنه 1938م أصر والدها على استكمال دراستها ودخولها الجامعة الأمريكية لتمضي على خطي الكفاح والنجاح والانجازات المجتمعية العربية والدولية التي تركت بصمة أصيلة في كافة المجتمعات